وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت، ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 64 ألفاً و368 شهيداً و162 ألفاً و367 مصاباً من الفلسطينيين، لافتة إلى أن "أعداداً من الضحايا لا تزال تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف الإسرائيلي".
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 68 شهيداً بينهم 8 انتشلوا من تحت الركام، و362 إصابة.
وأضافت أن "حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف الإبادة في 18 مارس/آذار 2025 حتى اليوم بلغت 11 ألفاً و828 شهيداً و50 ألفاً و326 إصابة".
كما أكدت أن 6 فلسطينيين بينهم طفل توفوا خلال الساعات الماضية نتيجة التجويع المتعمد وسوء التغذية، لترتفع حصيلة ضحايا التجويع إلى 382 شهيداً، بينهم 135 طفلاً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكرت الوزارة أن "منذ إعلان منظمة المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي وقوع المجاعة في غزة يوم 22 أغسطس/ آب الماضي، سُجلت 104 حالات وفاة جديدة، بينها 20 طفلاً"، محذرة من تمدد الكارثة الغذائية إلى وسط وجنوب القطاع.
وبشأن شهداء المساعدات، قالت الوزارة إن الحصيلة ارتفعت إلى ألفين و385 شهيداً و17 ألفاً و577 مصاباً منذ 27 مايو/أيار الماضي، جراء استهداف منتظري المساعدات، وذلك بعد أن قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 23 فلسطينياً وأصاب 143 آخرين خلال الساعات الأخيرة.
هجمات عنيفة وقصف الأبراج السكنية
ومنذ فجر السبت قت الاحتلال الإسرائيلي، 31 فلسطينياً على الأقل وأصاب عشرات آخرين في سلسلة هجمات عنيفة تركزت بشكل كبير على مدينة غزة التي يسعى لاحتلالها وتهجير سكانها.
وفي شمال القطاع شهدت مدينة غزة قصفا مكثفاً أسفر عن استشهاد 17 فلسطينياً في أحياء متفرق. فيما استشهد فلسطينيان بقصف من مسيرة إسرائيلية استهدفت تجمعاً مدنياً في شارع اليرموك.
في حي الشيخ رضوان، استشهد 8 فلسطينيين من نفس العائلة، كما استشهد طفل آخر بقصف مسيّرة على مجموعة مدنيين. أما في حي الزيتون، فقد انتشلت طواقم الدفاع المدني جثمان شهيد تحت الأنقاض.
وفي مخيم الشاطئ، استشهد 5 فلسطينيين من العائلة نفسها إثر قصف شقة سكنية قرب ميدان الشهداء. كما أصيب عدد من المواطنين وسقطت أنقاض منازل على آخرين بعد قصف منزل لعائلة أخرى في شارع النفق.
كذلك قصف الطيران الإسرائيلي برج السوسي المكون من 15 طابقاً ويضم 60 شقة في شارع الصناعة، ما أدى إلى تسويته بالأرض. وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال أخلَت قسرا مباني "برج السوسي" و"بناية الرؤية" قبل قصفهما، حيث شوهدت عائلات فلسطينية وهي تلقي أمتعتها من النوافذ.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "برج السوسي كان يُستخدم من قبل حركة حماس كمركز مراقبة"، متوعداً بمواصلة استهداف الأبراج السكنية. وكان قد دمر الجمعة برج مشتهى الذي يضم مئات الفلسطينيين غربي غزة، بعد منح السكان أقل من ساعة واحدة لإخلائه.
أما في جنوب القطاع، تركز القصف على خان يونس، حيث استشهد مسن بنيران آليات إسرائيلية في المواصي، كما استشهد طفل بقصف مركبة مدنية. وفي حي الأمل، شمال غربي المدينة قتلت مسيرة إسرائيلية فلسطينيين اثنين، فيما واصلت قوات الاحتلال تدمير منازل شرق المدينة بالقصف المدفعي.
كما استشهد 3 فلسطينيين بقصف شنته مسيرة إسرائيلية في شارع جمال عبد الناصر وفي وسط خان يونس. فيما قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 5 فلسطينيين بالرصاص في أثناء انتظارهم المساعدات جنوب غربي المدينة.
وفي وسط القطاع استشهد فلسطينيان قرب "نيتساريم" في أثناء انتظار المساعدات، في وقت تواصل فيه المدفعية والطيران الإسرائيلي قصف الأحياء.
دمار شامل بعد 700 يوم حرب
وفي بيان منفصل، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الحرب المستمرة منذ 700 يوم أفرزت دماراً شبه كامل بنسبة 90% من البنية التحتية، مع خسائر أولية تتجاوز 68 مليار دولار.
وأوضح البيان أن الاحتلال ارتكب خلال هذه الفترة مجازر أدت إلى استشهاد وفقدان 73 ألفاً و731 فلسطينياً، بينهم أكثر من 20 ألف طفل و12 ألفاً و500 امرأة، إضافة إلى إبادة 2700 أسرة بالكامل من السجل المدني.
كما استشهد خلال الحرب 1670 من الطواقم الطبية، و248 صحفياً، و139 رجل دفاع مدني، و173 موظف بلدية، إضافة إلى إصابة أكثر من 162 ألف شخص بإعاقات دائمة تشمل البتر والشلل وفقدان البصر، وفق البيان.
وأشار البيان إلى تدمير 38 مستشفى و833 مسجداً و163 مؤسسة تعليمية، إضافة إلى آلاف المنشآت الأخرى، مؤكداً أن الاحتلال يفرض سياسة تجويع ممنهجة تهدد حياة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني، نصفهم من الأطفال.
وحمل المكتب الإعلامي الاحتلال الإسرائيلي والدول الداعمة له، وعلى رأسها الولايات المتحدة، المسؤولية الكاملة عن "جرائم الحرب" المرتكبة، داعياً الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان، وإنهاء الحصار، وضمان عودة المهجرين، ومحاسبة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وإضافة إلى الشهداء والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء، خلفت الإبادة ما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.