جاء ذلك خلال كلمة الضحاك، في جلسة لمجلس الأمن الدولي، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقال الضحاك: "الحكومة السورية تواصل جهود إعادة الأمن والاستقرار وتحسين الأوضاع المعيشية للسوريين في جميع أنحاء البلاد، مضيفاً أن سوريا "تتطلع لاستمرار الانخراط الدولي الإيجابي الداعم لها في هذه المرحلة الدقيقة".
وتابع الضحاك: "كيان الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على سوريا ومخططات التوسع التي تنتهك قواعد القانون الدولي، وتهدد بشكل مباشر سيادة الدول والأمن والسلم الإقليمي والدولي".
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، شنَّت تل أبيب مرات عديدة غارات جوية على سوريا أدت إلى مقتل مدنيين وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
من جهة أخرى، أكد الضحاك أن "جهود حفظ السلم الأهلي وإيصال المساعدات تتواصل في السويداء (جنوب) بالتعاون مع الوكالات الأممية والشركاء الإنسانيين".
ومنذ 19 يوليو/تموز الماضي، تشهد محافظة السويداء وقفاً لإطلاق النار، عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعاً بين مجموعات درزية وعشائر بدوية خلَّفت مئات القتلى.
وقال الضحاك إن "الحكومة السورية تؤكد رفضها القاطع لمحاولات تقسيم سوريا وتمرير أجندات خارجية هدامة، وأي خطوات لا تسهم في رأب الصدع وتحقيق المصالحة".
وأردف: "السوريون كانوا وسيبقون أكبر من أي محاولة لزرع الفتنة والانقسام، وهم اليوم أكثر تمسكاً بانتمائهم الوطني، وستبقى سوريا رغم المحن موحدة بأبنائها".
وختم كلمته في مجلس الأمن قائلاً: "سوريا بتاريخها العريق، ووعي أبنائها، ستتجاوز كل المحن والتحديات، وستبقى وطناً واحداً موحداً يتعاون فيه الجميع لصنع مستقبل أفضل بأيدي كل السوريين ولكل السوريين".
“العنف في السويداء انخفض بشكل ملحوظ”
في السياق، صرح مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، بأن العنف انخفض بشكل ملحوظ في محافظة السويداء منذ وقف إطلاق النار، في يوليو/تموز الماضي.
وقال بيدرسون، في إحاطة له الخميس، أمام اجتماع مجلس الأمن، إن "العنف انخفض بشكل ملحوظ في السويداء منذ وقف إطلاق النار الذي جرى الشهر الماضي، إلا أن خطر تجدد الصراع لا يزال قائماً".
وأضاف أنهم لا يزالون يشهدون أعمالاً عدائية خطيرة على حدود السويداء، محذراً من أنه في حال لم تُتخَذ تدابير أكثر واقعية ومُلزمة وتعيد بناء الثقة، فإن وقف إطلاق النار يظل هشاً.
وتطرق إلى الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، قائلاً: "انخفضت أيضاً منذ وقف إطلاق النار الأخير، لكنّ العمليات البرية في جنوب غربي سوريا لا تزال مستمرة".
وتابع: "هذه الأعمال غير مقبولة. يجب أن نؤكد الاحترام الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها".
وذكر بيدرسون أن التطورات شمال شرقي سوريا تصاعدت بشكل مقلق بين قوات الأمن السورية وعناصر تنظيم "PKK/YPG" الإرهابي التي تستخدم اسم قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
ودعا "الأطراف" إلى إجراء محادثات لضمان إحراز تقدم عاجل وملموس نحو الأهداف المتفق عليها في اتفاق 10 مارس/آذار الماضي.
كما حث بيدرسون مجلس الأمن الدولي على "مضاعفة جهوده نحو المساءلة وحماية المدنيين، وتجديد الالتزام بمساعدة سوريا على الخروج من ماضٍ مظلم نحو مستقبل أكثر إشراقاً".
والثلاثاء، بحث وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، مع وفد إسرائيلي في باريس، "خفض التصعيد وعدم التدخل بالشأن السوري"، والتوصل إلى تفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة.
أفادت بذلك وكالة "سانا"، بعد أنباء نقلها إعلام عبري عن اجتماع لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، برفقة باراك مع الشيباني.
ومنذ 19 يوليو/تموز الماضي، تشهد السويداء وقفاً لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعاً بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلَّفت مئات القتلى.
لكن إسرائيل استغلت الموقف، وتذرعت بـ"حماية الدروز" لتصعيد عدوانها على سوريا وانتهاكاتها ضد البلد العربي، وهو ما عدَّته دمشق تدخلاً سافراً في شؤونها، مطالبةً بإلزام إسرائيل الامتثال لاتفاقية فصل القوات الموقَّعة بين الجانبين عام 1974.