وكانت نماذج الطائرة قد عُرضت لأول مرة في معرض ساها إكسبو الدفاعي العام الماضي، على أن يبدأ الإنتاج الكمي بعد استكمال الاختبارات البحرية في أكتوبر/تشرين الأول 2026، مع تسليم الدفعات الأولى في نهاية يناير/كانون الثاني 2027.
وبحسب موقع الشركة، تُعَدّ تالاي منصة جوية غير مأهولة متعددة الأغراض، طُوِّرت اعتماداً على تقنية الطيران بمحاذاة السطح (Wing-In-Ground Effect – WIG) لتلبية المهام البحرية والساحلية. وتتيح هذه التقنية التحليق بكفاءة على ارتفاع لا يتجاوز 3 أمتار فوق سطح البحر، ما يمنحها قدرة عالية على العمل بسرّية بعيدة عن أنظمة الرصد التقليدية.
وتتميز الطائرة بأجنحة قابلة للطي تسهّل سرعة الانتشار، مع قدرة على حمل 30 كيلوغراماً من أجهزة الاستشعار أو الذخائر، فيما تبلغ سرعتها القصوى 200 كيلومتر/ساعة.
كما تستطيع التحليق لمدة تصل إلى 3 ساعات بمدى تشغيلي يبلغ 200 كيلومتر. وتسمح أنظمة التحكم المتطورة للطائرة بالعمل بشكل ذاتي كامل أو تحت إشراف مباشر من المشغّل، حتى في ظروف بحرية صعبة تصل إلى المستوى الثالث (Sea State 3).
وبفضل هذه الخصائص، تمثل تالاي منصة مرنة قادرة على التكيف مع مهام متعددة، من الدوريات البحرية والاستطلاع، إلى الضربات الدقيقة ومهام النقل والإمداد.
ووفقاً لموقع ذا ناشيونال إنترست، استلهمت تالاي فكرتها من مركبات الطيران بمحاذاة السطح مثل الإكرانوبلان السوفييتي، الذي كان ينزلق فوق الماء لتحقيق رفع أكبر وكفاءة أعلى.
لكن تالاي أعادت صياغة هذا المفهوم في هيئة مركبة غير مأهولة، تعمل بالكامل بشكل ذاتي بفضل محرك كهربائي وأنظمة تحكم مدعومة بالذكاء الصناعي، ما يمنحها دقة كبيرة حتى في ظروف بحرية مضطربة بارتفاع أمواج يصل إلى متر تقريباً.
ويضيف الموقع الأمريكي أن ما يميز تالاي هو إدماجها لتقنيات متقدمة تشمل برمجيات تحكم مدعومة بالذكاء الصناعي تسمح بالملاحة التكيفية، مع التشغيل الذاتي أو عبر التحكم عن بُعد بدقة عالية. كما يوفر محركها الكهربائي بصمة صوتية وحرارية منخفضة، وهو عامل حاسم عند مواجهة أنظمة الدفاع الجوي المعادية.
أما موقع Interesting Engineering فيشير إلى أن اللافت في تالاي لا يقتصر على مواصفاتها التقنية، بل يتمثل في القفزة العقائدية التي تمثلها، فتركيا لا تعيد إحياء الإكرانوبلان لمجرد التقليد، بل تدمج الاستقلالية المعتمدة على الذكاء الصناعي ضمن منصة "التأثير الأرضي"، لتعيد صياغتها كعقدة قابلة للتطوير والاستخدام مرة واحدة داخل فضاء قتال شبكي.
فبينما كانت طائرات لون السوفييتية تهدد سفن الناتو بستة صواريخ ضخمة مضادة للسفن، تطرح تالاي اليوم أسلوباً أكثر مكراً: إغراق الدفاعات الساحلية أو استهداف السفن عبر أسراب مسيّرات رخيصة، متخفية، شبه مستقلة.
ما بين الصين وتركيا
أشار الموقع إلى أنه في يوليو/تموز 2025 ظهرت صور من بحر بوهـاي تكشف عما أطلق عليه اسم "وحش بحر بوهـاي". ووفقاً للتقارير فإن هذه الطائرة العاملة بتقنية التحليق بمحاذاة السطح (WIG) تبدو نسخة كاملة الحجم مستوحاة من النموذج السوفييتي، لكنها جرى تطويرها لتناسب الاحتياجات اللوجستية والإقليمية لجيش التحرير الشعبي الصيني.
ويتميز وحش بحر بوهـاي بهيكل مدرّج يشبه الطائرات البحرية، مزوّد بعوّامات جانبية، وقد يستخدم مواد مركبة لتقليل الوزن وتعزيز القدرة على التخفي. ومع ذلك، تبقى معظم تفاصيل هذه المركبة الصينية غير معروفة حتى الآن.
ويضيف المقال في موقع interesting engineering أن الفارق الجوهري بين النموذجين الصيني والتركي يتجسد في أن المسيّرة التركية تالاي غير مأهولة، وصغيرة، ومرنة، فيما النموذج الصيني مأهول، وأكبر، وأكثر تقليدية.
وبذلك، وفقاً للموقع، لا يبدو أن بكين تسعى إلى ثورة عقائدية في أسلوب الحرب البحرية، بل إلى سد ثغرة عملياتية محددة: نقل الأفراد والمعدات عبر سلسلة الجزر الأولى والمياه المتنازع عليها بسرعة، وبعيداً عن الرادارات، ومن دون الاعتماد على سفن بحرية معرضة للخطر.
ومع ذلك يشترك المشروعان التركي والصيني في هدف واحد: تعظيم الاستفادة من تقنية التحليق بمحاذاة السطح، فكلاهما يسعى إلى تطوير مركبات قادرة على التحليق بارتفاع منخفض جداً خارج مدى الرادارات، وتجاوز الألغام البحرية، وفرض تحديات جديدة على بروتوكولات الاشتباك التقليدية.