وقال مسؤولان أمريكيان لوكالة رويترز، الثلاثاء، إن الجيش الأمريكي يستعد لدمج قواته في سوريا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، في خطوة قد تُقلص عددها إلى النصف.
وأشار أحد المسؤولين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن هذا الدمج قد يقلل عدد القوات في سوريا إلى ألف تقريباً. وأكد مسؤول أمريكي آخر خطة التخفيض، لكنه قال إنه لا يوجد يقين بشأن الأعداد وكان متشككاً إزاء تخفيض بهذا الحجم في وقت تتفاوض فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب مع إيران وتحشد قواتها في المنطقة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر لم تسمها قولها: "أبلغ مسؤولون أمنيون أمريكيون المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية من سوريا سيبدأ خلال شهرين". وأضافت: "حاولت إسرائيل منع الانسحاب الأمريكي من سوريا، لكنها أُبلغت الآن بأن جهودها باءت بالفشل". لكن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "لا تزال تمارس الضغوط على واشنطن"، لإبقاء قواتها في سوريا، وفق الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أن سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى سحب قوات بلاده من سوريا "لم يكن بالأمر المفاجئ". وقالت إن "ترمب أعلن منذ البداية رغبته في إخراج الجنود الأمريكيين من المنطقة، ضمن النهج الانعزالي الذي تتبناه إدارته، والذي يتأثر جزئياً بنائبه جيه دي فانس".
ومنذ فترة طويلة تُعد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خططاً لسحب قواتها من سوريا، لكنها تستعد حالياً للانتقال إلى مرحلة التنفيذ، مع إبقاء إسرائيل على إطلاع بالمستجدات، وفق الصحيفة.
وقالت "يديعوت أحرونوت" إنه "في المناقشات بين الطرفين (واشنطن وتل أبيب)، أعرب الممثلون الإسرائيليون عن قلقهم الشديد إزاء تداعيات هذه الخطوة". ونقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمه، قوله إن "القوات الأمريكية تنتشر في مناطق استراتيجية عدة شرق وشمال سوريا، ما يشكل عامل استقرار"، وفق ادعائه.
وحتى الساعة 20:00 "ت.غ" لم يصدر أي تعقيب رسمي من الأطراف المعنية بشأن ما ذكرته الصحيفة.
وخلال فترة ولايته الأولى، حاول ترامب عام 2018 سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، مما دفع وزير الدفاع آنذاك جيم ماتيس إلى الاستقالة.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع في سوريا بعد سقوط النظام السوري، فاحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة بقيادة رئيس البلاد أحمد الشرع لم تهدد تل أبيب بأي شكل، تشن إسرائيل بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، قتلت مدنيين، ودمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد منهية 61 سنة من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد، منها 20 سنة حكم خلالها بشار الأسد (2000-2024).
ولسنوات، قالت الولايات المتحدة إنه يوجد نحو 900 عسكري أمريكي في سوريا، لكن وزارة الدفاع (البنتاغون) اعترفت في ديسمبر/كانون الأول الماضي بأن العدد ارتفع إلى حوالي ألفي جندي يتركزون شرق سوريا.