وفي إطار التحقيق، أصدرت السلطات قرارا بتوقيف 4 عاملين في المجلة، وهم رئيس التحرير العام للمجلة "ت. أ" ومدير التحرير "ز. أ" ومدير المؤسسة "أ. ي" والرسام "د. ب" بالإضافة إلى المصمم "ج. أ"، وذلك بتهمة "التحريض على الكراهية والإساءة العلنية للقيم الدينية".
وتتواصل جهود السلطات التركية لتوقيف مالك المجلة ومدير تحريرها، بعدما تبيّن أنهما خارج تركيا، فيما تجري ملاحقة مدير المؤسسة داخل البلاد.
وجاء تحقيق النيابة العامة في إسطنبول إثر ردود فعل رسمية وشعبية ساخطة على نشر المجلة للرسم الكاريكاتيري المسيء للقيم الدينية.
كما صدرت أوامر بجمع نسخ العدد المتضمن للكاريكاتير المسيء، وبدأت السلطات باتخاذ إجراءات لحظر الوصول إلى حسابات المجلة على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي تعليق له على الحادثة، أدان وزير الداخلية التركي علي يرليكايا الكاريكاتير واعتبره مسيئاً بشكل فاضح للنبي محمد (ص)، مؤكداً أن هذا الفعل لا يندرج تحت حرية الصحافة أو التعبير، وأنه سيثبت أمام القانون كمحاولة استفزاز متعمدة تجرح مشاعر المسلمين.
من جهته، شدد وزير العدل يلماظ تونتش على أن حرية التعبير لا تشمل الإساءة للأديان، موضحاً أن القانون التركي يعاقب كل من يهين القيم الدينية علناً إذا كانت أفعاله تهدد السلم العام، وأشار إلى أن الدستور والمواثيق الدولية لا تحمي هذا النوع من التجاوزات.
رئيس الشؤون الدينية علي أرباش عبّر بدوره عن إدانته الشديدة للمجلة ووصف تصرفها بـ"جريمة الكراهية"، مطالباً بمعاقبة المسؤولين بأشد العقوبات، كما أشار إلى أن هذه المجلة سبق أن أصدرت رسومات مسيئة لأتباع الدين الإسلامي، وأن هذا السلوك لا يمكن تبريره بحرّية الصحافة.
في السياق ذاته، ندّد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون بنشر الكاريكاتير واعتبره هجوماً غير أخلاقي على القيم الوطنية، وأكد أن الدولة لن تسمح لأي جهة بالإساءة إلى المقدسات الدينية، وأن النظام القانوني سيحاسب كل من يحاول إثارة الفتنة والتحريض.
من ناحيته، أدان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمرجليك، الحادثة وقال في تدوينة على إكس إنّ "هذا الفعل القبيح لا علاقة له بالفن أو بحرّية الفكر، وهو جريمة كراهية وفعل مدان ومُستنكَر".