وقال كاتس في بيان: "وافقنا أمس على خطط الجيش الإسرائيلي لهزيمة حماس في غزة بإطلاق نار كثيف، وإجلاء السكان، والمناورات"، معترفاً رسمياً باستخدام سياسة الأرض المحروقة ضد مدينة يسكنها أكثر من مليون فلسطيني.
وأضاف مهدداً: "قريباً ستفتح أبواب الجحيم على غزة حتى توافق حماس على شروط إسرائيل، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاحها، وإلا فستتحول غزة، عاصمة حماس، إلى رفح وبيت حانون".
ويأتي ذلك في وقت كانت حركة "حماس" قد أعلنت موافقتها، الاثنين، على مقترح مصري-قطري لوقف إطلاق النار، فيما تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرد على المقترح وأوعز الأربعاء بتسريع خطط احتلال مدينة غزة.
وقال نتنياهو خلال زيارته فرقة غزة العسكرية الخميس: "جئت للتصديق على خطط الجيش للسيطرة على مدينة غزة وحسم المعركة مع حماس"، مضيفاً أنه أوعز ببدء مفاوضات "فورية" لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بالتوازي مع مخطط الاحتلال.
وتقدر إسرائيل وجود 50 أسيراً لها لدى "حماس"، بينهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، وسط اتهامات حقوقية بتعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي.
وتابع نتنياهو: "نحن في مرحلة الحسم، وأقدر كثيراً استجابة جنود الاحتياط وبالطبع الجيش النظامي من أجل هذا الهدف الحيوي"، وادعى أن "مسألتي حسم حماس وإطلاق سراح جميع المحتجزين تسيران جنباً إلى جنب"، بحسب تعبيره.
وذكرت القناة 12، أن تصريح نتنياهو يعد الأول الذي يتطرّق فيه بشكل مباشر إلى صفقة التبادل بعد إعلان حماس ردها بشأن مقترح الوسطاء.
وفي 8 أغسطس/آب الجاري، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة اقترحها نتنياهو، لاحتلال تدريجي لقطاع غزة، حيث اعتمد بأغلبية الأصوات ما وصفها بـ "المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب"، وهي "نزع سلاح حركة حماس، وإعادة جميع الأسرى (الأحياء والأموات)، ونزع السلاح من القطاع، والسيطرة الأمنية عليه، وإقامة إدارة مدنية بديلة بعيداً عن حماس والسلطة الفلسطينية".
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية. وتلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و192 شهيداً و157 ألفاً و114 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصاً، بينهم 112 طفلاً.