اغتيال تشارلي كيرك يفتح باب المخاوف من تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة
الولايات المتحدة
6 دقيقة قراءة
اغتيال تشارلي كيرك يفتح باب المخاوف من تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدةتواصل السلطات الأمريكية، حملة ملاحقة واسعة للقبض على مطلق النار الذي قتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك خلال فاعلية بجامعة "Utah Valley" في ولاية يوتا، في حادثة وُصفت بأنها اغتيال سياسي، وأثارت مخاوف من تصاعد العنف في الولايات المتحدة.
تميّز كيرك بأسلوبه الجدلي، خاصة في المناظرات داخل الجامعات، حيث كان يواجه خصومًا ليبراليين / Reuters
منذ 12 ساعات

وكان كيرك، البالغ من العمر 31 عاماً وأحد أبرز الأصوات المؤثرة في التيار المحافظ، قد أصيب برصاصة في عنقه في أثناء حديثه أمام حشد من الطلاب يوم الأربعاء، لينهار على كرسيه في مشهد وثقته تسجيلات مصوّرة أظهرت حالة من الفوضى والذعر بين الحضور.

وقالت وزارة السلامة العامة في يوتا إن مطلق النار، الذي كان يرتدي ملابس داكنة، أطلق النار من سطح مبنى قريب، مشيرة إلى أن الهجوم بدا موجّهاً بشكل مباشر ضد كيرك. 

ووصف طلاب في الجامعة ما جرى بأنه "مجنون" و"مخيف"، بينما قال الطالب صموئيل كيمبال: "هذا يجعلني أشعر بضرورة الحذر عند التعبير عن آرائي السياسية. لو كنت أفكر في دخول عالم السياسة، لكنت خائفاً من أن أُطلق النار عليّ".

رغم حملات التفتيش التي نفذتها قوات اتحادية ومحلية وولائية من بيت إلى بيت، ظل مطلق النار الذي قتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك طليقاً حتى مساء الخميس.

وقال عمدة مدينة أورِم، ديفيد يونغ، إن عدة وكالات لإنفاذ القانون تشارك في التحقيقات، لكنه أكد أن المشتبه به الرئيس لم يُعتقل بعد. 

وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عن فتح خط رقمي لتلقي المعلومات من المواطنين، غير أن الملاحقة شابها ارتباك، بعدما نشر مدير المكتب كاش باتيل على منصة إكس أن المشتبه به قيد التوقيف، قبل أن يتراجع عن تصريحه بعد ساعة.

في المقابل، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بخفض الأعلام على المباني الحكومية، -بما فيها البيت الأبيض- حتى الأحد المقبل، في إشارة إلى مكانة كيرك في الدائرة المقربة منه.

أما حاكم ولاية يوتا الجمهوري سبنسر كوكس فاعتبر الحادثة "اغتيالاً سياسياً"، محذراً منفذ العملية خلال مؤتمر صحفي عاطفي بقوله: "سنجدك، وسنحاكمك، وسنحاسبك بأقصى ما يسمح به القانون... وأذكّر بأن لدينا عقوبة الإعدام قائمة في ولاية يوتا".

من جانبه، أوضح عضو الكونغرس السابق عن يوتا جيسون شافيتز، الذي كان حاضراً في القاعة، أن إطلاق النار وقع بينما كان كيرك يجيب عن أسئلة الجمهور.

وأضاف: "ما إن انطلقت الرصاصة حتى سقط إلى الوراء... الجميع ارتمى أرضاً، وبدأ كثيرون بالصراخ، ثم هرع الجميع للفرار".

تأثير واسع

كان الناشط المحافظ تشارلي كيرك يتمتع بنفوذ واسع في المشهد السياسي الأمريكي، إذ لعب دوراً بارزاً في استقطاب الشباب لدعم الرئيس دونالد ترمب، وهو ما اعتُبر عاملاً أساسياً في عودة الجمهوريين إلى السلطة العام الماضي.

أسس كيرك عام 2012 منظمة Turning Point USA، التي تحولت إلى منصة مؤثرة لنشر الأفكار المحافظة بين طلاب الجامعات، وجعلت منه ضيفاً دائماً على شبكات التلفزة.

 كما استثمر في منصات التواصل الاجتماعي، إذ وظّف جماهيريته الكبيرة على "إنستغرام" و"يوتيوب" لبناء قاعدة تأييد لسياسات معادية للهجرة، والترويج للمسيحية بشكل علني، والدفاع عن امتلاك السلاح، ودعم إسرائيل ومساندتها، إضافة إلى نشر مقاطع مصوّرة من مناظراته الجامعية بعد تحريرها بعناية لضمان انتشارها الواسع.

أثار خبر اغتياله صدمة قوية عبر الطيف السياسي الأمريكي؛ إذ كتب نائب الرئيس JD فانس على وسائل التواصل: "امنحه يا رب الراحة الأبدية".

 في المقابل، سارع سياسيون من المعسكر الديمقراطي إلى إدانة الهجوم والدعوة إلى التهدئة. وقال الرئيس السابق جو بايدن في منشور على منصة إكس: "لا مكان في بلدنا لهذا النوع من العنف. يجب أن يتوقف الآن".

بدوره، وصف حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم -الذي كان كثيراً ما يتعرض لانتقادات كيرك- الحادثة بأنها "مقززة ودنيئة ومشينة". أما النائبة الديمقراطية السابقة غابرييل غيفوردز، التي نجت بنفسها من محاولة اغتيال، فقالت إنها "مروّعة" من الجريمة.

ويأتي اغتيال كيرك بعد نحو ثلاثة أشهر فقط من حادثة مشابهة في ولاية مينيسوتا، حين أطلق رجل النار على نائبة ديمقراطية وزوجها داخل منزلهما، ما يزيد المخاوف من تصاعد موجة العنف السياسي في الولايات المتحدة.

الانقسام السياسي يتعمّق 

أحدثت وفاة تشارلي كيرك صدمة قوية في الأوساط السياسية الأمريكية، إذ سارع المحافظون إلى تحميل الليبراليين المسؤولية المعنوية عن الحادثة، بينما فضّل الديمقراطيون التنديد بالعنف السياسي بشكل عام والدعوة مجدداً إلى تشديد قوانين ضبط السلاح.

من جهته، شنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب هجوماً على ما وصفه بـ"اليسار الراديكالي" عقب الحادثة، معتبراً مقتل كيرك "لحظة مظلمة لأمريكا".

 وقال في رسالة مصوّرة من المكتب البيضاوي: "لسنوات، قارن اليسار الراديكالي أمريكيين رائعين مثل تشارلي بالنازيين وأسوأ المجرمين والقتلة الجماعيين... هذا الخطاب مسؤول مباشرة عن الإرهاب الذي نشهده اليوم. إدارتي ستلاحق كل من ساهم في هذه الجريمة، بما في ذلك المنظمات التي تموّلها وتدعمها".

وقال ستيف سكاليز، الرجل الثاني في قيادة الجمهوريين بمجلس النواب، والذي نجا عام 2017 من محاولة اغتيال في أثناء مشاركته في تدريب بيسبول مع فريق من الكونغرس: "لا عذر للعنف السياسي في بلدنا. يجب أن يتوقف. لقد شاهدنا هذه المشكلة تتفاقم، ويجب التصدي لها. يجب أن ينتهي هذا الأمر".

الناشطة اليمينية لورا لوومر، المقربة من ترمب، دعت إلى "قمع اليسار بكل قوة الحكومة". وأضافت: "يجب إغلاق كل مجموعة يسارية تموّل احتجاجات عنيفة وملاحقتها قضائياً. لا رحمة".

أما الملياردير إيلون ماسك، الذي دعم حملة ترمب مالياً العام الماضي وكان لفترة قصيرة مستشاراً له، فكتب على منصة إكس التي يمتلكها: "اليسار هو حزب القتل".

ويرى مراقبون أن ردود الفعل المتباينة تعكس اتساع الهوة بين الحزبين، وأن مقتل كيرك سيزيد من حدة الانقسام، كما حدث العام الماضي مع محاولتي الاغتيال اللتين استهدفتا الرئيس دونالد ترمب.

وقبل حتى الإعلان عن هوية مطلق النار، اعتبرت شخصيات من اليمين أن ما جرى جزء من "الهجوم الأكبر" الذي يشنه اليسار على المحافظين. 

وكتب ستيفن ميلر، نائب الأمين العام للبيت الأبيض، على منصة إكس: "فقدت أمريكا أحد أفضل المدافعين عنها. يجب علينا الآن أن نكرّس أنفسنا لهزيمة الشر الذي خطف تشارلي من هذا العالم".

"الشعب يخسر دائماً"

في المقابل، اتسم خطاب الديمقراطيين بنبرة أكثر توازناً. فقد قال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في بيان: "لا نعرف بعد دوافع الشخص الذي قتل تشارلي كيرك بالرصاص، لكن هذا النوع من العنف الحقير لا مكان له في ديمقراطيتنا".

غير أن استثناءً لافتاً برز في تصريحات حاكم ولاية إلينوي الديمقراطي ج. ب. بريتزكر، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة عام 2028، إذ وجّه أصابع الاتهام مباشرة إلى الرئيس السابق دونالد ترمب، معتبراً أنه ساهم في تغذية مناخ العنف السياسي.

وقال للصحفيين: "يجب أن يتوقف هذا. هناك أشخاص في هذا البلد يؤججون العنف، وخطاب الرئيس كثيراً ما يغذّيه"، في إشارة صريحة إلى ترمب.

ويظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن أغلبية الأمريكيين يرفضون العنف السياسي، إذ قال 6% فقط من المشاركين إنهم يعتبرون أنه "مقبول" أن يقوم عضو في حزبهم بـ"تهديد أو ترهيب آخرين" لتحقيق أهداف سياسية.

وترى الباحثة روث براونستاين، أستاذة علم الاجتماع في جامعة جونز هوبكنز، أن اغتيال كيرك قد يؤدي إلى "إشعال" التوترات السياسية في بلد "يشهد توتراً مبالغاً فيه أصلاً".

وفي السياق ذاته، دعا كريستيان هايني، أحد مديري منظمة "برادي" لمناهضة عنف السلاح، الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى إيجاد أرضية مشتركة بشأن ضبط السلاح. 

وكتب على منصة "بلو سكاي": "العنف المسلح عشوائي، ولا يميز بين بطاقة حزبية وأخرى، الشعب الأمريكي يخسر دائماً، نحن نعلم أن التغيير ممكن، يجب أن نتوقف عن التظاهر بوجود معسكرات، وأن نعمل معاً لبناء مستقبل أكثر أماناً".

مصدر:TRT عربي - وكالات
اكتشف
رئيس الاستخبارات السابق في تسجيلات مسرّبة.. ماذا قال عن 7 أكتوبر وقيادة الجيش؟
توماس باراك: لبنان اتخذ الخطوة الأولى بقرار حصر السلاح بيد الدولة وعلى إسرائيل اتخاذ خطوة في المقابل
شهداء وجرحى في مجازر جديدة للاحتلال بقطاع غزة.. والعفو الدولية: إسرائيل تطبق سياسة تجويع متعمدة
لسد نقص الجنود.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لاستقدام مُجندين من اليهود في الخارج
أكثر من مليون إسرائيلي يشاركون في إضراب عامّ ومظاهرات ضد نتنياهو
أكثر من 40 مفقوداً بعد غرق قارب في ولاية سوكوتو بنيجيريا
رئيس الأركان الإسرائيلي يصدّق على خطة احتلال غزة و"الكابينت" يعقد اجتماعاً نهاية الأسبوع لإقرارها
رئيس الوزراء الفلسطيني يبحث في مصر حرب غزة قبيل توجهه لزيارة معبر رفح
إضراب عام واحتجاجات حاشدة في تل أبيب بمشاركة غالانت واعتقال عشرات المتظاهرين
"لمخالفتها القوانين".. الحكومة الليبية تقرر منع أنشطة شركة "هواوي" داخل البلاد
قادة أوروبا يجتمعون من أجل أوكرانيا.. وزيلينسكي يستعد للقاء ترمب
"لإصابته بالجرب"..  تدهور صحة معتقل فلسطيني داخل سجن النقب الإسرائيلي
258 شهيداً بسبب التجويع في غزة وممرضة أمريكية: سوء التغذية يضرب الطواقم الطبية
ثلاثة قتلى و8 مصابين في عملية إطلاق نار بمدينة نيويورك الأمريكية
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة ومستوطنون يقتحمون الأقصى ويعتدون على فلسطينيين بالضفة
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us